تداعتِ الآلامُ ِوالقلبُ انفطرْ
والدمعُ من حمرِ العيونِ قد انهمرْ
وجلْجلَ النّبأُ العظيمُ فما ترى
منْ مسلمٍ إلاّ وخالطه الكدرْ
فكيفَ لا والكافرونَ استكبروا
والبطشُ منهمْ قائمٌ بلْ مستمرْ
وتطاولوا أهلَ الخداع ِ وأسرفوا
في مكرهمْ وبشتى أشكال ِ الصورْ
وخاضوا فيْ شتم ِ النبيِّ وعرضهِ
فِداه عِرضيْ بلْ وروحيْ والبصرْ
وما يزيدُ بذاكَ إلاّ رفعةً
فيْ الأجرِ منْ ربٍ عزيزٍ مقتدرْ
وليسَ هذا بالغريبِ عليهمُ
فمنذُ أن بُعثَ الحبيبُ وهمْ نُكُرْ
فقالوا مجنونٌ وقالوا ساحرٌ
بل إنّهمْ قدْ قالوا كذّابٌ أشِرّْ
وهو المسدّدُ والمصدّقُ قولُهُ
بالوحي ِ والقرآن ِ فاستمع ِ الخبرْ
أخلاقهُ وصفاتهُ وفِعالهُ
هي الدليلُ بأنَّهُ خيرُ البشرْ
وهو الذيْ ضُربتْ بهِ الأمثالُ في
كُلِّ المدائن ِ والحواضرِ والهجرْ
والمعجزاتُ عظيمةٌ وكثيرةٌ
فمنها إسراءٌ ومعراجٌ قُدِرْ
وكان يُخْبرُ بالأمورِ خفيةً
عن ِ العقول ِ بلىْ وشُقّ لهُ القمرْ
وبالبصاق ِ تفجّرَ الينبوعَ ما
وبهِ عيوناً قد أُعيدَ لها النظرْ
وهو الذيْ نطقَ الجمادَ بحبهِ
فكيفَ بالإنسان ِ لحماً لا حجرْ
فدونهُ طُعنتْ صدورُ صِحابهِ
وتدفقتْ مِنها الدِّماءُ فتفتخرْ
وهو الذيْ ملأَ الحياةََ عدالةً
ونورهُ في الكون ِ شعَّ بل ِ انتشرْ
لينجليْ الليلُ المهولُ سوادهُ
عن ِ البصائرِ كي ترىْ ما يُحتذرْ
وحرّر العبدَ الذيْ فيْ رِقّهِ
قد شابَ منْ معبودهِ وهوْ البشرْ
إلى عبادةِ ربَّ هذا الكون ِ لا
في الكون ِ معبودٍ سواه فمنْ يضرْ
فكانتِ التقوىْ شعاراً خالداً
محتِ الفروقَ فلا تميمَ ولا مُضرْ
بأبيْ وأمّيْ أنتْ يا علمَ الهدى
فلم أقلْ إلاّ الكلامَ المُختصرْ
ولنْ أفيك بشعريْ لو ضاعفتهُ
وما لنثريَ أن يفيكَ وأعتذرْ
يا ربّي إنّ المشركينَ تجبّروا
ولمْ يبالوا بالنصيحةِ والنُذرْ
ولمْ يعدْ في المسلمين حمية ٌ
وقوة ٌ تُرجىْ لدينكَ فانتصرْ
واجعلْ لهُ منكَ رجالاً سؤدداً
مثلَ الزبيرَ وخالدٍ وكذا عُمرْ
يا ربّي منْ سبَّ النبيَّ وصحبَهُ
أُصببْ عليه منَ العذابِ المستقرْ
وفُضّ فاهُ بلْ وقصَّ لسانَهُ
واجعلهُ ربّيَ عبرةً لمن ِ اعتبرْ
واشددْ عليهِ عقابه في قبره
حتى القيامة ثم ُيصلى في سقرْ
واحفظ علينا ديننا وأماننا
وارزقنا حباً للنبيّ وما أمرْ
وصِلْ إليهِ صلاتنا وسلامنا
ما غرّد الطيرُ وأورقتِ الشّجرْ
منقول