الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد :يقول الله تعالى : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) .. قال ابن العربي يحكي عن وقت قضائه : رُفِعَ إلي قومٌ خرجوا محاربين إلى رفقة فأخذوا منها امرأة مغالبة على نفسها من زوجها ومن جملة المسلمين معه ، فاحتملوها ، ثم جد فيهم الطلب فأُخذوا وجيء بهم ، فسألت من كان ابتلاني الله به من المفتين فقالوا : ليسوا محاربين ! لأن الحرابة إنما تكون في الأموال لا في الفروج ! فقلت لهم : إنا لله وإنا إليه راجعون ! ألم تعلموا أن الحرابة في الفروج أفحش منها في الأموال ؟ وأن الناس كلهم ليرضون أن تذهب أموالهم وتحرب من بين أيديهم ولا يحرب المرء من زوجته وبنته ، ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفروج .
أولا: تعريف الابتزاز :/
ورد في الموسوعة الحرة ( ويكيبديا ) تعريف الابتزاز بأنه /: القيام بالتهديد بكشف معلومات معينة عن شخص، أو فعل شيء لتدمير الشخص المهدد، إن لم يقم الشخص المهدد بالإستجابة إلى بعض الطلبات. هذه المعلومات تكون عادة محرجة أو ذات طبيعة مدمرة إجتماعياً.
من خلال قراءة التاريخ والسير يتبيّن لنا أن مشكلة ابتزاز المرأة والنيل من شرفها ليس وليد الساعة ، إلا أنه لا يمكننا بحال أن نقول إنها كانت في الماضي أشد مما هي عليه الآن ، فقد ورد في صحيح البخاري في حديث الثلاثة النفر ممن كانوا قبلنا والذين آواهم المبيت إلى غار ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار .. وفيه : قال الآخر : اللَّهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ - وفي رواية - : كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتها على نفسها فامتنعت ، حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت ، حتى أذا قدرت عليها وفي رواية فلما قعدت بين رجليها قالت :اتق الله ولا تفضن الخاتم إلا بحقه ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ وتركت الذهب الذي أعطيتها . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج " صحيح البخاري (10/415) ، صحيح مسلم (4/1982) .
وفي النهاية:/
نجد أن الشاب والفتاة كلاهما ضحيّة لهذه العلاقات المحرمة التي حرّمها دين الإسلام ونهى عنها ، فهذه العلاقات المحرمة إنما هي مقدّمات لما هو أشنع منها وهو الزنا ، قال سبحانه : (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) ولعظم الزنا وشناعته فإن الله تعالى لم ينهى عن الوقوع فيه فحسب بل نهى عن الاقتراب منه ، ولا شك أن هذه العلاقة اقتراب منه ، قال أحد العارفين : الزنا عاره يهدم البيوت الرفيعة ويطاطىء الرؤس العالية، ويسود الوجوه البيض ويخرس الألسنة البليغة، ويهوي بأطول الناس أعناقاً وأسماهم مقاماً وأعرقهم عزاً إلى هاوية من الذل والإزدراء والحقارة ليس لها من قرار. وهو أقدر أنواع العار على نزع ثوب الجاه مهما إتسع، وهو لُطخة سوداء، إذا لحقت أسرة غمرت كل صحائفها البيض وتركت العيون لا ترى منها إلا سواداً حالكاً، وهو العار الذي يطول عمره
